لؤي الخطيب: تخصيص وحدات عسكرية لمحاربة شعبنا في الداخل تصرف فاشي بامتياز

إذاعة صوت الشعب
عقّب لؤي الخطيب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد في الداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948، على تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي قال فيها، إنّ “الجيش أجرى تدريباتٍ تحاكي نشوب قتال في المجتمع العربي في ظلّ حربٍ تخوضها “إسرائيل” في جبهاتٍ عدّة بالتزامن، وهناك عشر كتائب عسكرية تتدرّب على هذا الأمر”.
وأكَّد الخطيب في حديثٍ مع “بوابة الهدف”، أنّ “تصريح نتنياهو فاشيٌّ بامتياز؛ لأنّ الفلسطينيين في الداخل ليسوا مجموعاتٍ مسلّحة، بل مجموعات مدنيّة، ونتنياهو يعترف للمرّة المليون أنّهم فلسطينيون، ويجب أخذهم بعين الاعتبار والتعامل معهم عدوًّا احتياطيًّا، ولأوّل مرّة يتم تشكيل وحدات من الجيش ويكون الجيش هو المسؤول عن الفلسطينيين في الداخل، وهذه هي الحقيقية التاريخيّة الدامغة، لا سيما وأنّ الفلسطينيين في الداخل جزءٌ أصيل من الشعب الفلسطيني، ويرى نتنياهو أنّه وخلال الحرب المقبلة سيكون لهم وزنٌ عسكري، ولهذا يتم تخصيص وحدات عسكريّة من الجيش لمُحاربتهم”.
وتابع الخطيب: “من يُخصّص لنا كتائب عسكرية للتعامل معنا لأنّنا فلسطينيين هذا يفرحنا بهذا التصرّف، ولكن المحزن هو يُراهن على المواطنة ومشاريع المواطنة ويعدّ أنّه مواطن وما زال يحلم بالمساواة، وعليه أن يُعيد حساباته بعد تصريح نتنياهو؛ لأنّ الفلسطينيين موجودون بشكلٍ مختلف في حسابات هذه الدولة، ونتنياهو خير من يقرأ الصورة، ويعرف جيّدًا من هو الفلسطيني، ومن هو عدوه الحقيقي ومن هو صديقه”، مُؤكدًا أنّ “الفلسطينيين في الداخل لا يملكون أي سلاح للدفاع عن أنفسهم مقابل جيش الاحتلال الذي يُعدّ من أقوى الجيوش عسكريًّا”.
وأمام هذه التصريحات، رأى الخطيب، أنّ “على الفلسطينيين في الداخل قراءتها جيّدًا وقراءة الواقع الحقيقي، فمن يعاملك عدوًّا ويتعامل معك بالمنطق العسكري لا يمكن المراهنة عليه، لا سيما وأنّ نتنياهو يقول الحقيقة ويستمر في النهج الفاشي الذي اتبعته حكومته وجميع الحكومات الصهيونيّة السابقة، ومستنقع الجرائم الذي يغرق فيه الفلسطينيون في الداخل اليوم هو نتيجة مباشرة لسياسة نتنياهو، واليوم يحضّر نتنياهو كتائب عسكرية للقضاء علينا”.
وشدّد الخطيب، أنّه “وبعد تصريح نتنياهو يجب أن تكون هناك حالة احتجاج حقيقيّة ورفض وتظاهر من أجل التراجع عن هذه التصريحات، ولكن على ما يبدو أنّ الواقع الفلسطيني في الداخل هو في مكانٍ آخر ولا يهمه ما يُصرّح به نتنياهو وما تقوم به حكومة الاحتلال من سياساتٍ تآمريةٍ تجاه الفلسطينيين، ويتبيّن من تصريح نتنياهو أنّ هناك مخطّطًا لتهجير من تبقّى من الشعب الفلسطيني في الداخل إلى أماكن أخرى باعتباره عدوًّا”.
وبيّن الخطيب، أنّه “لا يوجد رؤية لدى الفلسطينيين في الداخل المحتل، وهناك نوعٌ من العشوائيّة، فمثلًا أعضاء الكنيست العرب يبيعون الأوهام للناس ويراهنون على المواطنة، وأن هناك إمكانية لتحقيق بعض الفتات من وراء الكنيست، وفي المقابل نتنياهو يقول عنّا: فلسطينيون مخربون ويجب قتلنا، بل ويخصّص لنا وحدات جيش خاصّة للتعامل معنا”، لافتًا إلى ضرورة أن “يكون هناك رؤية واضحة لجميع الأحزاب العربيّة في ظل أنّ الحرب قاب قوسين أو أدنى لا سيما مع العدوان الكبير الحالي على الضفة، وفي ظل حالة الحقد الكبيرة لدى الاحتلال، وفي أي حربٍ قادمة لن يقف الفلسطيني في الداخل على الحياد بكل تأكيد”.
وأكَّد الخطيب، أنّ “الحياة في الداخل المحتل غير صالحة، وهناك عِداء تاريخي بين الفلسطينيين في الداخل وحكومات الاحتلال، وفي أي حرب مقبلة ستكون بصمة أبناء شعبنا واضحة ومؤثّرة؛ لأنّه لا يعقل أن يتم قمع الفلسطيني في الداخل بهذه الطريقة، ولا يعقل أن نقف على الحياد في ظل أنّ الاحتلال يقتل شعبنا يوميًّا، والمرحلة القادمة ستكون حبلى بالأحداث، ووحدة الساحات فعلًا ستتجلّى في الحرب القادمة، وعلى ما يبدو أنّ العدوان القادم سيكون قريبًا جدًّا لا سيما بعد الذي جرى في جنين أمس ما سيُعجّل من شنّ عمليّةٍ عسكريّةٍ واسعة”.
وخلال حديثه، رأى الخطيب، أنّ “قرارات نتنياهو العسكريّة ليست جديدة، ودائمًا هناك قرارات عسكرية موجودة في الأدراج العسكرية للسيطرة على الأرض الفلسطينيّة وتهجير الشعب الفلسطيني بشكلٍ مستمر، وفي حالة حدوث أحداث عالميّة ستستغل “إسرائيل” هذه الأحداث لتهجير الفلسطينيين إلى أماكن جديدة؛ لأنّهم يندمون على ترك الفلسطينيين في الداخل عام 1948، ويتعاملون مع الأمر على أنّه خطأ تاريخي يؤثّر على “النقاء الصهيوني” كما يدّعون، ويجب إصلاح هذا الخطأ”.
ونبّه الخطيب في ختام حديثه مع “الهدف”، إلى أنّ “الفلسطيني مقابل كل هذه المخططات والمشاريع العسكريّة لا يمتلك أي استراتيجيّةٍ حقيقيّةٍ لمواجهة هذا التحريض والتهجير، لذلك على شعبنا بمكوّناته وأطيافه كافةً التوحّد ومنع الاحتلال من تنفيذ هذه المخطّطات الخطيرة، ومواجهة تصريح نتنياهو الذي يحمل معاني خطيرة للانقضاض على الفلسطينيين، لا سيما وأنّه يتحدّث عن سيناريو سيحدث ولا يطلق كلامًا في الهواء، لذلك المطلوب استراتيجيّة وطنيّة واضحة المعالم للمواجهة”.