أحدث الأخباررئيسية 1شؤون فلسطينية

خان يونس.. الجبهة الشعبية تنظم مسيرة جماهيرية ومهرجانًا حاشدًا على شرف “يوم الشهيد الجبهاوي”

إذاعة صوت الشعب

نظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، مساء اليوم السبت، مسيرةً جماهيريّة ومهرجانًا وطنيًا حاشدًا على شرف ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي.

وشارك في المسيرة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة، مسؤول فرعها في قطاع غزّة الرفيق محمود الراس، وعضو المكتب السياس الرفيق حسين منصور، وأعضاء من اللجنة المركزيّة وكوادر الجبهة الشعبيّة، إلى جانب لفيف واسع من أبناء شعبنا وممثلي القوى الوطنيّة والإسلاميّة في المحافظة. 

وفي كلمة الجبهة المركزية، قال عضو المكتب السياسي حسين منصور: “نُحيي وإياكم ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي؛ ذكرى استشهاد الرفيق القائد محمد الأسود “جيفارا غزة” ورفيقيه عبد الهادي الحايك، وكامل العمصي؛ لنؤكّدَ على القيم والمبادئ التي تركها لنا هؤلاء الشهداء، وكلّ من سار في هذا الطريق، وترك بصمةً نوعيّةً في سجل الشّرف، وكتب اسمه بحروفٍ من ذهبٍ في سفر النضال الفلسطيني. فمن هنا؛ من خان يونس القلعة الصامدة وسنديانة المقاومة في الجنوب، ووسط هذا الحشد، وفي الوقتِ الذي يستمرُّ فيه شلالُ الدم الهادر والمتدفّق من قوافل الشّهداء؛ ليرويَ ثرى وطننا فلسطين، نوجّه تحيّةَ إجلالٍ وإكبارٍ إلى الشهداء والأسرى والجرحى، وإلى جماهير شعبا في الوطن والشتات، وفي كلِّ مواقع المجابهة والاشتباك في جنين ونابلس وأريحا و الخليل وغزّة وحيفا وأم الفحم… الذين ما زالوا يودّعون على مدار الساعة فلذات أكبادهم ويواصلون معركةَ التحدّي والبطولة، ومواجهة كلّ أشكالِ المجازر والقمع والتنكيل، التي تنتهجها الحكومة الصهيونيّة الفاشيّة والعنصريّة”.

وقال منصور: “جئنا هنا؛ لنؤكّد أنّ كلّ قطرة دم، وكلّ شهيدٍ يرتقي سَيتحّول إلى قنديلٍ يضيءُ طريق المقاومة، ومنارةٍ يهتدي بها جميعُ المقاومين السائرين على دربهم، وفي هذا المقام، وفي حضرة هذه الجموع الحاشدة، نتوجّه أيضًا بالتحيّة إلى تشكيلات المقاومة التي تشقّ طريقها بتصميمٍ وثبات، وتردّ للعدوّ الصاع صاعين، عاقدةً العزم على مواصلة طريق المقاومة، مهما غلت التضحيات، وتصاعدت المجازرُ والقتلُ والاقتحاماتُ التي يشنّها العدو الصهيوني. ونخصُّ هنا أبطالنا في عرين الأسود، وكتيبة جنين، وأريحا والدهيشة وطولكرم، إلى أبطالنا في القدس الذين يتصدّون لحملات التهويد المتواصلة للمدينة، إلى المقاومة الباسلة في غزة… وإلى كلّ من حمل السلاح في وجه هذا العدوّ الصهيوني المجرم”.

وأكَّد منصور، أنّ “إصرارُ الجبهة على إحياء مناسبة يوم الشهيد الجبهاوي؛ مناسبةٌ للتأكيد على المكانة الرفيعة التي يحظى بها الرفيق جيفارا غزة ورفاقه والفدائيون في قطاع غزة الذين حَوّلوا رمال غزة إلى نارٍ تحترق تحت أقدام الغزاة؛ إلى ملحمةٍ بطوليةٍ حقيقيّةٍ ظلّت على الدوام مصدرَ إلهامٍ واقتداءٍ للإطلالة على تجربة المناضلين والفدائيّات الذين خاضوا تَجرِبة العمل السري والكفاح المسلّح في قطاع غزة، التي من خلالها تمَّ استنزاف العدوّ، وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف قادته وجنوده، وصولًا لتجربة الرفيق القائد أبو منصور في جبال الخليل، إلى طلائع الفدائيين الأول من أبطال الدوريات، أو أولئك الذين شقوا عُباب البحار ليدخلوا الوطن ليساعدوا في بناء أول نواةٍ للفدائيين”.

ولفت منصور، إلى أنّ “العدوّ الصهيوني يواصل وبشكلٍ ممنهجٍ ومدروسٍ مخطّطاته من أجل حسم الصراع على الأرض، ومحاولات التذويب التدريجي للوجود الفلسطيني، والانقضاض على حقوق شعبنا وهُويّته الوطنيّة، عبر مواصلة حرب الإبادة الشاملة التي يشنّها على شعبنا، وخصوصًا في الضفة والقدس، ومحاولات العدوّ المستمرّة للتهويد والاستيطان وهدم البيوت، وارتكاب أبشع المجازر بحق شعبنا، إلى الملاحقات والاعتقالات، ووضع أطواقٍ وأحزمةٍ أمنيّةٍ في الضفة، شبيهة بالغيتوات النازيّة، ليثبت هؤلاء القتلة الصهاينة أنهم تجاوزوا النازيين والمستعمرين بجرائمهم وفاشيّتهم وعنصريّتهم، ويجري ذلك في ظلّ تغييراتٍ كبيرةٍ يشهدها العالم، وتطوراتٍ متصاعدةٍ في الإقليم، تشيرُ إلى أن هناك تحوّلاتٍ مهمّةً سيكون لها تأثيراتها المباشرة على القضيّة الفلسطينيّة”.

وفي ذكرى استشهاد الرفيق جيفارا غزة ورفيقيه، أكَّد منصور على إصرار “الجبهة الشعبية على مواصلة طريق المقاومة، ولن تتنازل عن هذا الحق، ولن تقبل بأنصاف الحلول، وستعملُ ومعها كل الأحرار على تصعيد المقاومة ضدّ العدو، وعلى إيقاع المزيد من الخسائر في صفوفه. نوجّه رسالتنا إلى أبطال المقاومة وتشكيلاتها المختلفة، واصلوا ضرباتكم لهذا العدو المجرم، أنتم من تحددون التوقيت والمكان المناسبين لضرب هذا العدو الصهيوني المجرم. فلا خطوط حمراء، في الصراع مع هذا العدو المجرم”.

وأضاف منصور: “في ظلّ الظروف العصيبة التي يعيشها شعبًا، يجب أن نسعى إلى توحيد الصفوف، وتوجيه الصراع تجاهَ التناقض الرئيسي مع هذا العدو الصهيوني المجرم، ما يتطلّب الخروج من دائرة الخلافات الضيّقة، ولنعمل جميعًا موحّدين على تصعيد الجهد المقاوم، شرطًا رئيسيًّا وركيزةً أساسيّةً من ركائز النصر، وهو ما يؤكّدُ على ضرورة الإسراع في استئناف جولات الحوار من النقطة التي انتهت إليها”.

وشدّد منصور، على أنّ “تشكيل القيادة الوطنية الموحّدة أصبح ضرورةً وطنيّةً ملحّة، فالمقاومة على الأرض بحاجةٍ إلى جسمٍ وطنيٍّ يُشكّلُ حمايةً وحاضنةً ومرجعيّةً سياسيّةً لهم، ويديرُ تكتيكات هذه المقاومة على الأرض”، موجهًا التحية إلى “صمود الحركة الأسيرة الذين يواصلون خطواتهم النضالي معلنين العصيان المدني ضدّ السجّان الصهيوني، وإجراءات المجرم الفاشي بن جفير”، مُؤكدًا أنّ “محاولات العدو الصهيونيّ الاستفراد بالحركة الأسيرة، لن تمر، ولن يسمح شعبنا ومقاومته بالاستفراد بهم، وهو ما يتطلب صياغة برنامج دعم وإسناد دائم ومؤثر وضاغط على الاحتلال لإجباره على وقف هجمته على الأسرى”.

وأشار منصور إلى أنّ “إصرار السلطة على المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ، هو انقلابٌ على قرارات الإجماع الوطني، وتحدٍّ سافرٍ لحالة الإجماع الوطني بالتحلّل من اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التنسيق الأمني، وهو استهتارٌ بدماء الشهداء ومعاناة شعبنا، وتشريعٌ لعدوان الاحتلال، وتجميلٌ لوجهه القبيح. إنّ الانجرار إلى الحلول الأمريكية غوصٌ أكثر في مستنقع الوهم والسراب، ولن تجني السلطة منه إلا المزيد من الخنوع، فأمريكا ستظلُّ عدوًّا للشعب الفلسطيني، ومعاديةً لحقوقنا، وداعمةً ومنحازةً للاحتلال، وهي تستهدفُ تأبيد الاحتلال، وإعادة الحياة لاتفاق أوسلو الميت إكلينيكيًّا ولا فائدة منه”.

وشدّد منصور على “ضرورة تعزيز صمود شعبنا، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة، والابتعاد عن كل السياسات والإجراءات والقوانين والضرائب التي تفاقم من معاناة شعبنا، وهو ما يتطلب دعم أواصر التضامن والتكافل الاجتماعي، خصوصًا وأننا مقبلون على شهر رمضان”.

وفي ختام الكلمة، عاهد منصور باسم الجبهة الشعبيّة كافة أبناء شعبنا “بأننا سنبقى على درب الشهيد جيفارا ورفاقه وجميع الشهداء، وسنمضي متمسكين بإرادة المقاومة والصمود، والعطاء الثوري، والتصدي لكل جرائم الاحتلال، وكلّ مخططات التآمر على قضيتنا… حتى إسقاط كل المشاريع والتفاهمات التآمرية التي تستهدف الالتفاف على حقوقنا الوطنية العادلة المشروعة، حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في التحرير والعودة. فنحن لدينا ثقةٌ وقناعةٌ بأن النصر آت لا ريب فيه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى