أحدث الأخبارتقاريررئيسية 1

باسل الأعرج.. الشهيد المثقف بـ”وعي المحارب”

الذكرى السادسة

إذاعة صوت الشعب

تمرّ اليوم الذكرى السادسة  لاستشهاد “المثقف المشتبك”، باسل الأعرج، بعد اشتباكٍ مسلح مع الوحدات الخاصّة الصهيونية داخل منزلٍ كان يتحصّن فيه، في مدينة رام الله، في السادس من مارس/آذار 2017، عقب ملاحقةٍ طويلة.

المولد والنشأة

ولد الأعرج (31 عامًا)، في قرية الولجة قضاء بيت لحم، عام 1986، وحصل على شهادة الصيدلة وعمل في مجالها، كما برز ككاتبٍ وباحث ومدوّن، ونشط بحثه في التاريخ الفلسطيني، وتاريخ الثورة الفلسطينيّة بكافة مراحلها.

المقاومة الشعبية والثقافة

عرف الأعرج بثقافته الواسعة التي كرسها لمقاومة الاحتلال بكل الأشكال، بالتدوينات والمقالات الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ، وكان من الداعين إلى مقاطعة المحتل في الداخل والخارج، كما نشط في المقاومة الشعبية، حيث تقدم صفوف المسيرات الشعبية الرافضة للاستيطان الذي بات يأكل قريته منذ الصغر.

وكان قد شرع خلال السنوات الثلاث الماضية في مشروع «توثيق محطات الثورة الفلسطينية» منذ ثورة عام 1936 وصولاً إلى انتفاضة الأقصى عام 2000، وأطلق لهذا الغرض رحلات ميدانية استهدفت زيارة المناطق التي وقعت فيها العمليات والمعارك الفدائية، مثل موقع عملية زقاق الموت التي نفذها ثلاثة من «حركة الجهاد الإسلامي» في الخليل عام 2002، ومعركة الولجة في بيت لحم، ونموذج ريف جنين في جدوى المقاومة، وغيرها.

في موازاة ذلك، حرص الأعرج على تنظيم ندوات تثقيفية في عدد من محافظات الضفة، كما نشط في «دائرة سليمان الحلبي» التي كانت تنظم محاضرات وطنية وتاريخية، وتناقش موضوعات تخص الفكر المقاوم. كذلك، كان يحرص على أن يكتب باستمرار في عدة مواقع فلسطينية عدداً من المقالات المتنوعة، التي تتمحور حول مواجهة الاحتلال، ومن بينها مقالة تعكس شخصيته كباحث ومؤرخٍ، عنوَنها بـ«عش نيصاً… وقاتل كالبرغوث».

الشهادة

استشهد الأعرج يوم 6 مارس/آذار2017 عندما اقتحمت قوة خاصة منزلاً تحصن به في مدينة البيرة قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

واشتبك الأعرج مع قوات الاحتلال لمدة ساعتين، وبعد نفاد ذخيرته، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه وقتلته واختطفت جثمانه.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وصية تركها الشهيد داخل البيت الذي تحصن فيه، قال فيها: “تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد فإن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء”.

وأضاف الشهيد الأعرج في وصيته: “لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني! وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد. وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة، إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتبحثوا أنتم… أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى