أحدث الأخبارشؤون عربية ودولية

لماذا أعادت مصر العمل بالتوقيت الصيفي؟

بعد توقف 7 سنوات ..

إذاعة صوت الشعب

بعد توقف 7 سنوات تعود مصر من جديد إلى العمل بالتوقيت الصيفي، لتوفير وترشيد استهلاك الطاقة في البلاد، بجانب ذلك تأتي الجدوى الاقتصادية خلف قرار الحكومة المصرية بعودة التوقيت الصيفي، في ظل ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية.

قرار عودة التوقيت الصيفي

ووافق مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماعه أمس الأربعاء بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مشروع قانون في شأن عودة البلاد للعمل بنظام التوقيت الصيفي، وجاء نص مشروع القانون كالتالي: “اعتباراً من الجمعة الأخيرة من شهر أبريل (نيسان)، حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام ميلادي، تكون الساعة القانونية في جمهورية مصر العربية، هي الساعة بحسب التوقيت المُتبع، مُقدمة بمقدار ستين دقيقة”.

ردود أفعال متباينة

تفاعل المصريون مع قرار عودة العمل بالتوقيت الصيفي في البلاد؛ حيث تصدر التوقيت الصيفي مؤشرات البحث على غوغل، مع تصدر عدد من الهاشتاقات حول عودة العمل بالتوقيت الصيفي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتباين ردود أفعال المصريين بين مرحب بالقرار ومتحفظ عليه.

من جانبها، قالت أستاذ الاقتصاد والطاقة الدكتورة وفاء علي: “لاشك أن الوقت يمثل التقدم المستمر للأحداث والوجود، والذي يظهر في تسلسل لا رجعة فيه ويشار إليه دائماً أنه البعد الرابع إلى جانب ثلاثة أبعاد مكانية ومع مرور الزمن تم تصنيف الوقت إلى توقيتين صيفي وشتوي”،
وأضافت، “التوقيت الشتوي هو الأمر الطبيعي لحركة الكرة الأرضية، وقد أقرت الدول التوقيت الصيفي لما له من إيجابيات على الفرد والمجتمع سواء اقتصادياً أو صحياً، لذلك قرر مجلس الوزراء المصري عودة التوقيت الصيفي من نهاية أبريل (نيسان) المقبل وحتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)”.

الجدوى الاقتصادية

وتابعت، “وتأتي الأهمية الاقتصادية للتوقيت الصيفي فيما يتعلق باستهلاك الطاقة وتوفيرها، وقد وجد عملياً أن التوقيت الصيفي يقلل من استهلاك الطاقة مساءً، كما وجد أن التوقيت الصيفي يؤثر على العادات السلوكية للمواطنين فهو مفيد صحياً وبدنياً، كما يساعد في تخفيف حركة السير،  ويأتي ذلك في ضوء خطة الدولة المصرية، نحو الترشيد في استخدام الطاقة؛ حيث ببقى ضوء الشمس ساعة إضافية مما يوفر الطاقة المستخدمة في المنازل والشوارع”.

تراجع معدلات الجريمة

واختتمت أستاذ الاقتصاد والطاقة حديثها، قائلةً: “وفي دراسة ميدانية ثبت أن التوقيت الصيفي يقلل من معدلات الجريمة لتقليل فترة الليل، وتطبقه حوالي ٨٧ دولة حول العالم، ويلقى ترحيباً في معظم الدول التي تطبقه ليحصل الفرد على ميزان التوقيتين الصيفي والشتوي، في النهاية أحب أن أقول سواء كان توقيت صيفي أو شتوي؛ فيجب العمل والعمل دائماً فقولاً واحداً ليس أمامنا طريق غير النجاح سواء بالتوقيت الشتوي أو الصيفي”.

من جهته، أكد الأستاذ بكلية الهندسة وخبير الطاقة الدكتور سامح نعمان، أن عودة التوقيت الصيفي في مصر له أهمية قصوى؛ فبالتجربة لاحظ الجميع أن في التوقيت الصيفي يتزايد نشاط الجسم عن التوقيت الشتوي مع ضبط الساعة البيولوجية للإنسان، ما يرفع معدلات الإنتاج وزيادة طاقة العمل.

وقال نعمان : “فمن الناحية الاقتصادية هذه الساعة التي تضاف لنهار اليوم، خلال التوقيت الصيفي، تمنح فرصة لمزيد من العمل بسبب طول النهار عكس التوقيت الشتوي، الذي يكون فيه النهار أقصر والليل أطول، مع تحقيق مكاسب بالعمل أكثر، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي فزيادة ساعة في النهار يعود بالنفع على المصريين من ممارسة أي نشاط اجتماعي قبل دخول الليل، مع إتاحة الفرصة لجلوس أفراد الأسرة المصرية وقت أكبر بعد العودة من أعمالهم”.

هل يوفر الطاقة فعلاً؟

وتابع خبير الطاقة، “أرى أن عودة العمل بالتوقيت الصيفي، لن تكون مجدية في توفير الطاقة للدولة المصرية، لأن توفير الطاقة يرتبط بالأساس بتحديد توقيتات محددة مسائية لوقف العمل، فعلى سبيل المثال في أوروبا تقرر الحكومات توفيراً للطاقة إغلاق المحلات في توقيتات مسائية معينة بجانب وقف حركة المواصلات أيضاً، إلا في حالات الطوارئ فقط، فالإلزام هو الذي يحقق توفير الطاقة وليس تغيير التوقيت”.

بداية التوقيت الصيفي في مصر

وبدأ تطبيق التوقيت الصيفي في مصر، من خلال الاحتلال البريطاني عام 1940، وذلك تزامناً مع أوضاع الحرب العالمية الثانية، وتم إيقاف العمل بالتوقيت الصيفي بعد عام 1945، ليعود العمل به من جديد بعد 12 عاماً من هذا التاريخ وتحديداً عام 1957.

وألغت حكومة الفترة الانتقالية في مصر بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 العمل بالتوقيت الصيفي بتاريخ 20 أبريل (نيسان) 2011، ثم أعادت الحكومة المصرية العمل بنظام التوقيت الصيفي في 7 مايو (آيار) 2014 من أجل توفير الطاقة باستثناء شهر رمضان، وبعد ذلك بعام واحد قررت الحكومة في 20 أبريل (نيسان) 2015 إلغاء التوقيت الصيفي مؤقتاً، وأجرت التعديلات اللازمة على القوانين وطلبت من الوزراء العمل على دراسة لتحديد مدى جدوى تطبيق التوقيت الصيفي، حتى عاد أمس الأربعاء الأول من مارس (آذار) 2023 مرة أخرى.

فكرة التقيت الصيفي قديمة

وتعود فكرة التوقيت الصيفي إلى بنيامين فرانكلين عام 1784، الذي اقترح أثناء عرضه لخطة اقتصادية بصفته مندوباً للولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام توقيت خاص في الدول الصناعية التي يزداد الفارق فيها بين النهار والليل خلال فصل الصيف، بزيادة ساعة واحدة على التوقيت الشتوي الرئيسي، الأمر الذي من شأنه استغلال النهار في العمل ومن ثم التوفير في الطاقة المستخدمة في المصانع والمنازل، إلا أن فكرة بنيامين لم تجد أي اهتمام يذكر حينها.

ثم أعاد البريطاني”وليم ولست” طرح فكرة العمل بالتوقيت الصيفي سنة م1907 أمام البرلمان البريطاني، إلا أنها لم تنفذ سوى خلال الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظروف الأطراف المتحاربة على البحث عن سبل للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا الأولى في اتخاذ الإجراء ثم تلتها بريطانيا‏، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى تخلت معظم الدول عن هذا النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى