أحدث الأخباررئيسية 1

“الفكر التقدمي” يعقد لقاءً فكريًا في الذكرى الـ 15 لرحيل الحكيم جورج حبش في رفح

إذاعة صوت الشعب

عقد ملتقى الفكر التقدمي في محافظة رفح لقاءً فكريًا بعنوان “الوحدة في فكر الحكيم”، وذلك على شرف الذكرى الـ15 لرحيل الحكيم جروج حبش، حيث شارك في اللقاء الذي عقد في نادي شباب رفح، الرفيق عدنان أبو ضاحي مسئول ملتقى الفكر التقدمي، ونخب سياسية من فصائل العمل الوطني والإسلامي، وشخصيات اعتبارية واكاديمية.

وافتتح الجلسة مدير اللقاء الرفيق أسامة صيدم مرحبًا بالحضور، فيما دعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت إكرامًا للشهداء الذين قضوا على طريق الحرية والاستقلال.

وقال صيدم: “في حالتنا الفلسطينية كان العلقم ينتابنا إلى أن جاء هذا البطل ليزيل البؤس عنا بقنص قطعان المستوطنين، وهذا اليوم عزيز علينا نتذكر فيه مآثر شخص عزيز علينا جميعًا، أحد قادة ومؤسسي الثورة الفلسطينية الرفيق القائد جورج حبش، هذا الاستثنائي الذي بزغ كشمس في سماء فلسطين وقدم التضحيات على درب النضال والحرية”.

من جهته، قال الرفيق عدنان أبو ضاحي، إننا “ونحن نحيي ذكرى رحيل الحكيم جورج حبش، فإن ما يمكن أن يقال وقيل عن الحكيم لا يمكن أن يوفيه حقه، أو ما اختزنته شخصيته من سمات وصفات وما جسده عبر مسيرته الطويلة والتي ما زالت بحاجة إلى دراسة ومثارًا للإعجاب، رغم أنها معلومة للجميع، وسأكتفي بما قاله هو نفسه “انني عندما غادرت الوطن للدراسة في بيروت لأجل الارتقاء، وكلي آمال وإصرار على العودة إليه حاملاً معه أحلامي وعزمي على اكمال المشوار بين أحضان وطني وفي لحظة تاريخية فارقة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي، افتقدت الوطن وافتقدت كياني، وغار الجرح عميقًا في أنحاء جسدي، إنها اللحظة الأصعب في حياتي، لقد حولتني من انسان عاشق لوطن وحياة إلى سياسي يبحث عن وطن وحياة، أو قل استعادة الوطن لأستعيد معه الاحلام”.

وأضاف أبو ضاحي: “الحكيم تمتع بنظرة صائبة واستقرائية تتميز بالموضوعية، وايمان مطلق بتوحيد كل الطاقات من أجل بلورة عمل خلاق يخدم على قضية الوطن، فقد كان ثائرًا وصلبًا لا يساوم على المبادئ والحقوق ووحدويًا، ينحاز للوطن ومصالحه، كان يدرك أن تحرير فلسطين والاحتلال المدعوم من الامبريالية لا يمكن هزيمته إلا بالوحدة”.

وأوضح أبو ضاحي، أنّ “الحكيم كان يبحث عن القواسم المشتركة، وكان دائمًا يجدها حتى مع من يختلف معهم، ويسترشد بقانون الوحدة والصراع في علاقاته، وأدرك أن مواجهة هذا العدو لا يمكن أن تتم إلا بانصهار كال الطاقات، المدعومة بحاضنة فلسطينية وعربية تستطيع مواجهة المخططات، وكان يحسم التناقضات بالحوار في إطار م.ت.ف، وحافظ على طهارة السلاح، وجرّم الاقتتال الفلسطيني، ودعا إلى الحفاظ على م.ت.ف رغم تعليق عضوية الجبهة فيها عدة مرات، ويحافظ على علاقاته الشخصية حتى مع الخصوم”.

من جانبه، أكّد الأخ أبو جهاد القططي ممثل حركة الجهاد، أنّ “الحكيم من الشخصيات الوطنية والقومية والعالمية التي وضعت بصمات كبيرة لا يمكن نسيانها إضافة الى قادة شعبنا التاريخيين، فمنذ تأسيسه لحركة القوميين العرب التي استطاعت أن تجمع كل الوطنيين العرب والفلسطينيين من أجل محاربة الاستعمار والاحتلال الصهيوني، وأيضًا تأسيسه للجبهة الشعبية التي جاءت ردًا على النكسة، كل هذا يدلل على وعي لدى الحكيم”.

واستذكر مقولته أنّه “لا يمكن أن يجلو الاحتلال إلا بالنضال السياسي والعسكري وبالسلاح والوحدة، ولا يمكن انهاء احتلال أرض 67 بتثبيت احتلال أراضي الـ 48”.

وقال الأخ أبو سميح قعدان ممثل حركة فتح في مداخلته، إنّ “الحكيم منذ البداية أدرك أن تحرير فلسطين لا يمكن أن يتم دون العمق العربي الكامل والمتشابك، وانه أيضًا منذ بدايات تأسيس الجبهة الشعبية كان يسعى بشكل صادق لأن تكون جبهة وحدوية تضم في صفوفها مختلف التنظيمات الفلسطينية، وهي رؤية استراتيجية، ولم تحكمه المصالح الحزبية، وكان يعلي المصلحة الوطنية عليها، وآمن بالكفاح المسلح واستخدام وسائل تظهر القضية الفلسطينية وعدالتها وليس ممارسة الإرهاب، وواصل الكفاح رغم تعرضه للاعتقال والاغتيال التي لم تردعه”.

وفي سياق حديثه، قال الأخ أبو مهند الغول ممثل حركة حماس، إنّه “ولأول مرة أقرأ عن الحكيم جورج حبش، ووجدت أنه كان كما قال “مسيحى الديانة واسلامي التربية” يدافع عن فلسطين، وعينه أيضًا على الأمة العربية، وهناك حدث صاغ فكر الحكيم وهو أنه دفن أخته وقت النكبة في ساحة المنزل مما ترك أثرًا كبيرًا في نفسه، ألا وهو صلابته السياسية وتمسكه بالثوابت الفلسطينية، وتحرير فلسطين كل فلسطين”.

وأشاد الأخ أبو عاهد أبو جزر ممثل لجان المقاومة “بصلابة موقف الحكيم وتمسكه بالمقاومة كخيار وحيد في مواجهة الكيان الصهيوني”.

وأشار الرفيق رواد بدوي ممثل حزب الشعب، إلى أنّ “الحكيم كان انسانًا ديناميكيًا، وتسلسل حياته نجد أنه وعي كل تجارب شعبنا، ولم تمر هذه التجارب هكذا في فكره، وعندما أسس حركة القوميين العرب فقد أنتج فكرًا قوميًا عربيًا خالصًا مستلهمًا ذلك من المفكرين القوميين العرب وهذا يسجل له، وعمل على نشر الفكر الثوري في عدة أقطار عربية، وحدد معسكر الأعداء بالإمبريالية والصهيونية والرجعية العربيّة وأضاف البرجوازية المستسلمة، ورفض تبني الماركسية التقليدية وكان يدرك أن هناك شروطًا موضوعية لكل ماركسية وللعرب يجب أن يكون شروطهم الموضوعية وخصوصيتهم، وكان يدرك أن استلهام القوالب الجامدة لن تستمر”.

كما أكّد الأخ الأسير المحرر أيمن يونس، أنّه “كان يتمني أن يكون هذا اللقاء لعقد مقارنات بين القيادة الحالية والقيادة التاريخية لشعبنا الفلسطيني، وأنه بتصوره أن جميع القيادات الحالية أصيبت بداء البرجوازية، وأن القيادات السابقة دفعت ثمن نتيجة مواقفها الرافضة ولعدم مهادنة الاحتلال وهذا فكر الحكيم، وعلى الجميع أن يعمل على مراجعة نفسه والعودة للعمل الثوري”، كما قال.

وأضاف الكاتب والباحث أبو أحمد الشيخ علي، إنّ “إرث الحكيم يعتبر ثوابت فلسطينية، ويجب مواجهة الفكر الصهيوني البالي، والامبريالية أيضًا، واعتقد أن فكر الحكيم عانى من واقع عربي متخلف، ونسأل أين نحن من فكر الحكيم الوحدوي؟ فقد بدأنا بـ م.ت.ف والآن أصبحنا 20 حزبًا فلسطينيًا، لذلك يجب أن نعود لرشدنا وللوحدة، لأنه لا فرق بين الأفكار”.

وأشاد الأخ عبد العزيز الحيلة “بمحاولات الحكيم نشر الفكر الثوري الوحدوي”، معتبرًا أنّ “تحرير فلسطين لا يتم إلا بالكل الوطني، وأن الحكيم تخلى عن الشعار وجسد قوله على الأرض، وتمتّع بشرف الخصومة ولم يخوّن أحد وهذا ينم عن أخلاق الحكيم الرفيعة”.

وفي الختام، تحدّث الرفيق عصام زينو بشكلٍ خاص حول أنّ “موضوع الوحدة شكل هاجسًا دائمًا للحكيم، ولم يكن ذلك عفويًا، وانما عن وعي طليعي بأهميتها، واعتبره خط استراتيجي، والحكيم أنضج من تحدّث عن مفهوم الوحدة”.

واختتم اللقاء بتأكيد الرفيق عدنان أبو ضاحي، على أنّ أفكار الحكيم تصلح لأن تشكل مخرجًا وطنيًا مشرفًا يضع حدًا لحالة التشرذم والانقسام التي نعيشها، وأن ما شكله المناضلين في الضفة من وحدة ميدانية هي تجسيد عملي لفهم الحكيم، بأنّ التباينات في المواقف بين القوى يجب ألّا تنعكس على الوحدة الميدانيّة بين المقاتلين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى