أحدث الأخباررئيسيةشؤون فلسطينية

الشعبية في لبنان تحيي ذكرى انطلاقتها الـ 55

إذاعة صوت الشعب

نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، اليوم الأحد، مهرجاناً حاشداً؛ لإحياء  ذكرى انطلاقتها الخامسة والخمسين، في قاعة رسالات في العاصمة اللبنانية بيروت.

وحضر المهرجان سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، أشرف دبور، وممثل عن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية اللبنانية، وممثل عن السفارة الروسية لدى الجمهورية اللبنانية، ورئيس حزب الاتحاد، معالي الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد، وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ومناطقها، وحشود من مخيمات لبنان، وفعاليات وشخصيات سياسية ودبلوماسية، ورؤساء بلديات ومخاتير، ووزراء ونواب سابقين وحاليين، وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية ورجال دين والمؤسسات الثقافية والتربوية والرياضية، والمكاتب العمالية والطلابية والنسوية، ومعلمون وأطباء ومهندسون، والفرق الكشفية، والروابط الاجتماعية، وفاعليات فلسطينية ولبنانية، ووجهاء، وحشد غفير غصت به القاعة.
استهل المهرجان، بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ونشيد الجبهة، ثم بعرض شهادات، قدمتها شخصيات فلسطينية ولبنانية، تحدثت فيها عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وتوالت على تقديم المتحدثين شذى  عبد العال و مجدولين أبو ناموس.

وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو مكتبها السياسي مروان عبد العال، استهلها بالترحيب بالحضور.

 وقال: “نحتفي بذكرى الانطلاقة، ليس شكلًا او تقليدًا، بل بمضمونها الاعتباري والرمزي والاخلاقي ، معنى الذكرى الـ 55، يوم اطلقنا قرارنا التاريخي:  فلسطين  تستحق المقاومة والنضال التضحية في سبيلها لأنها جديرة بشعبها، والغاية الكبرى التي نؤمن بها ومن أجلها انطلقنا، ولدينا وعد وقسم يتجدد: أن تحرير فلسطين ليس مستحيلاً وأن هزيمة العدو ممكنة، فكان 11/ 12 إيذانًا بالولادة، حملنا الراية لتزهر على الزناد بصمات الشهداء، صار دمهم بطاقة انتماء وهوية، للجرحى أبناء الجرح المكابر، للأسرى الذين علمونا مفردات الحرية، من ختيارها أبو عمار إلى شيخها أحمد ياسين إلى ضميرها أبو ماهر وأمينها أبو علي، ودكتورها فتحي الشقاقي”.
وتابع عبد العال: “عندما تكون الفكرة واضحة ونقية  وضوح المعنى، ستكون للثورة طريقها هكذا كان لها المؤسس جورج حبش حكيمها ووديعها ورمز الحرية احمد سعدات، ربما عدت ليس لتقاوم أنت فقط، بل لكي تبقى فلسطين تقاوم، وهي تقاوم يا أبا علي مصطفى، أمينها وشهيدها في مقتبل العمر، ومقتبل الثورة ومقتبل الجبهة، فلا موت للفكرة ولا للثورة ولا للجبهة، وللرواية، واللوحة، والقصة واللغة والكلمة. لا موت للثقافة للمقاومة يا غسان،  وبحرغزة يرتفع  ليحارب معك، يحفظ نبضك واسمك جيدًا، إنه ينبت فدائيين، ويردد حلمك في الطرقات يا جيفارا غزة وكل شهداء غزة، وما زلنا ننتظركم، كجيش جديد يستعيد الزمان يا عبد الرحيم ملوح وصابر محيي الدين، ويا ربحي حداد، ورباح مهند، والراعي ومراغة، أبو العبد يونس، وماهر، وأبو أمل وأبو احمد الزعتر، شادية أبو غزالة وتغريد البطمة”.
كما وجه في كلمته ثلاث رسائل، الأولى: رسالة المؤتمر الوطني الثامن للجبهة هي ذكرى مكللة بإنجاز المؤتمر الوطني  الثامن  للجبهة،  والنجاح الحقيقي هو الترجمة العملية لنتائجه، تحد لما بعد المؤتمر مما يدعونا إلى أن يتعمق إيماننا  بشعبنا وثقتنا بدورنا، فحياة أي تنظيم مرهونة بقدرته على التّعلم والوعي والتجدد، من أجل النهوض الشامل على الصعد كافة، وليس الإمساك بالحلقة المركزية  فقط بل بكامل السلسلة.
والرسالة الثانية، أشار إلى أن شعار الذكرى كان “انطلاقتنا مقاومة”؛ لأن الجبهة كالفينيق تنبعث من الرماد ولا تموت، هناك من كان يراهن على السير فوق جثتها، منذ ولدت والجبهة تنظيماً مطارداً، هدف العدو القضاء عليها، اغتيل باسل الكبيسي وغسان كنفاني لكنها استطاعت أن تطارد العدو في كل مكان في السبعينات، وتلقى ضربات شرسة في غزة جيفارا وجبال الخليل أبو منصور السويركي،  في انتفاضة الحجارة وزمن ” روابط القرى”، اعتقالات ومواجهات واغتيالات، حتى انتفاضة الأقصى، واغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى، والذراع التي وصلت الى رأس الإرهاب والعنصرية في الكيان، ليعتقل رمزها وامينها العام القائد احمد سعدات، ثم عملية متعددة في الضفة  عمد الى  التحريض على مؤسسات مدنية وطنية و محاربة الحركةِ الطلابيَّة، وتفكيك بُنيَة الحزب التنظيميَّة باعتقالِ كوادره وناشطيه، وخنق أيّ مؤسساتٍ أو مبادراتٍ ثقافيَّة وحقوقيَّة تسلك مساره الجبهة.

ولفت إلى أن قادة العدو كانوا يقولون لرفاقنا الاسرى اطمئنوا “كلّما نهضت الجبهة، سنضربها”، مضيفاً: “نحن نقول لهم خسئوا، فالجبهة كطائر الفينيق على إيقاع سمفونية الفدائيين الجدد، اكثر من قرن من المقاومة، لشعب  قادر على الابتكار”.

ووجه عبد العال حديثه بالرسالة الثالثة، إلى الشعب اللبناني، قائلا فيها: “يجري اليوم تحويل مجتمع اللاجئين الى مجتمع إعالة، افتقاد للحياة الآمنة. الخدمات تتراجع والحياة تزداد صعوبة، والنتيجة هي تقليص هذا الوجود  وإعادة إنتاج اللجوء والشتات والهجرة وقوارب الموت، الذين أكلتهم قبل حيتان البحر، حيتان السياسات الطاردة لهم، تلك التي تضرب الأمن الاجتماعي والسياسي للإنسان اللاجئ، حسب موقع الوكالة بمناسبة “اليوم العالمي للفقر”، إلى أن معدلات  الفقر في لبنان بصفوف اللاجئين الفلسطينيين ارتفعت لتبلغ 93%. وأ ّكدت كلاوس، أن 4 من كل 5 لاجئين يعانون من الفقر، وذلك يدفع اللاجئين الى المجهول، يستثمر في هذه السياسة؟ وهذا الاستثمار بحد ذاته انتهاك للأخلاق، الذي يترجم السياسة عبر الضغط الإنساني. هذه حرب برصاص البؤس”.
وأكد في هذا السياق، على أن الأزمة أكبر وأوسع من حقوق ومطالب خدماتية مؤقته، إنّه استهداف سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين. من باب التجويع من أجل التطبيع، وأحيانا الإلهاء، استراتيجية إطالة الوقت ونقاش خارج النص”.

من جانبه أشاد أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني، الأستاذ حنا غريب، بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مقدما التحية لقادتها وكوادرها، ومقاوميها الأبطال، والأسرى، وإلى أعلامها من الحكيم المؤسس جورج حبش، إلى الأمينيين العامين الرفيقين أبي علي مصطفى، و أحمد سعدات”.
كما أشار في كلمةٍ له خلال المهرجان إلى أنه في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية، كنا معا وسنبقى معًا على درب النضال حتى التحرير الكامل، ولتبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية الجامعة لنضال شعوبنا العربية، وقوى التحرر والتقدم في العالم، من أجل إقامة الدولة الوطنية على كامل التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس وحق العودة لجميع اللاجئين”.
وفي معرض كلامه، أشار إلى موجة تطبيع رسمية مخزية تشهدها منطقتنا العربية، وتهافتًا في تقديم التنازلات الرخيصة، ليصير للعدو الصهيوني حضور سياسي، وتجاري واقتصادي، وإعلامي في العديد من دولنا العربية، خاصة في الخليج، وهي متزامنة مع الدعم الأميركي اللامحدود للعدو بنقل عاصمته إلى القدس وتوسيع المستوطنات، وإنها مؤامرة قديمة جديدة تستهدف التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
كما لفت إلى ردات الفعل الشعبية العربية ضد التطبيع، خاصة في مونديال قطر، وهذه المشاهد هي شكل من أشكال المقاومة، حيث شكلت إدانة سياسية شعبية صارخة ضد أنظمة التطبيع.
وختم كلامه، بتقديم تحية الإجلال والإكبار للانتفاضة الشعبية بفلسطين، وللشهداء، والجرحى، وللمقاومين الذين يسطرون البطولات على حواجز الضفة.
بدوره، قدّم مسؤول وحدة العلاقات الفلسطينية في حزب الله، النائب السابق، الحاج حسن حب الله، التهنئة باسمه، وباسم حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان التهنئة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الـ ٥٥ لانطلاقتها.

وأضاف حب الله في كلمته بالمهرجان: “هذه الانطلاقة التي لم تنحرف يومًا عن المقاومة، والكفاح المسلح، ونحن بالعلاقة كمقاومة مع رفاقنا بالجبهة نعلم مدى الداخلية عندهم، و شعورهم تجاه السلاح المقاوم، فمبارك لهم هذه المناسبة، وإن شاء الله تتكلل بالنجاح والانتصار على العدو وتحرير فلسطين، و تحرير الأسرى”.
وتابع: في ظل تسارع عربي بضغط دولي كبير نحو التطبيع، وفي ظل الصراع الموجود اليوم، نحن لن نقبل بأية تسوية مع العدو، ولا ممكن أن تقبل شعوب منطقتنا التطبيع، ولا ممكن أن نقبل بهذا الكيان، وإزاء الهيمنة الصهيونية على منطقتنا، واحتلالها لأرض فلسطين، جعل بعض أنظمة المنطقة تابعة لها، لكن، نحن ليس لدينا خيار آخر إلا خيار المقاومة، خيار الكفاح المسلح، فنحن حررنا أرضنا وقهرنا العدو، وتحري فلسطين ليس له إلا خيار المقاومة.
كما وتحدّث أمين عام حزب الاتحاد، النائب الأستاذ حسن عبد الرحيم مراد، خلال المهرجان، حيث استهل حديثه بالترحيب بالحضور، مشيرًا إلى أن حركات المقاومة الفلسطينية انطلقت من أجل تحرير الأرض والإنسان.

وشدد على أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت في صلب هذه الحركات، وجاء في بيانها على أنها حزب سياسي يساري كفاحي يعمل لتوعية وتنظيم وقيادة الجماهير الفلسطينية، من أجل تحرير فلسطين ،وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني. 
كما أشار إلى أن ما نعيشه اليوم من شرذمة، وما يعصف بنا من فتن، وما تتعرض له أوطاننا العربية من مآس في شرقها وغربها، إنما هو نتاج فكر صهيوني مدعوم بمقدرات غريبة غير محدودة، وهذه المخططات التآمرية تطبيقاً لأدبيات الصهاينة وبروتوكولاتهم في تقسيم المقسم من الوطن العربي، وإضعافه وتشتيت قدراته في حروب داخلية، وصراعات تستنزف قدرات الأمة، وتحويل وجهة الصراع مع العدو الصهيوني إلى صراع بين الأشقاء مع الأصدقاء.
وختم بالقول:” لن تخبو شعلة النضال والمقاومة، ولن تستسلم فلسطين، وفيها دماء الشهداء التي روت كل حبة تراب، وصارت ثقافة المقاومة فيها الخبز اليومي لأهلها، وما نشهده من عمليات بطولية في الداخل الفلسطيني هو الرد المناسب على الاحتلال وعلى المراهنين على الزمن لنسيان فلسطين. هم نسوا التاريخ ومحطاته المضيئة في أمتنا العربية، وجاء الشهيد أبو علي مصطفى ليقول مع كتائبه:” لا، نحن هنا” نقاتلكم باللحم الحي، نقاتلكم بجذوع الزيتون وسعف النخل وبأجسادنا، نقاتلكم من أجل عيون فلسطين، وجاءت المقاومة البطلة في لبنان مع جيشه وشعبه لترسي معادلة جديدة في الصراع مع هذا العدو “أن العين بالعين والعدوان بالرد عليه” وقصف المصنع في لبنان يقابله قصف مصنع صهيوني، والثروة النفطية محرمّة على العدو ما لم يحصل لبنان على حقه في استخراج ثرواته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى