أحدث الأخباررئيسيةرئيسية 1شؤون فلسطينية

أبو أحمد فؤاد يُعقب على انعقاد الاجتماع الثاني والعشرين لمنظمة شنغهاي

إذاعة صوت الشعب

قال مسؤول دائرة العلاقات العربيّة والقوميّة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، إنّ انعقاد الاجتماع الثاني والعشرين لمنظمة شنغهاي حدثًا استراتيجيًّا وهامًّا جدًا وأحد المؤشّرات الهامة على أنّ العالم بات متعدّد القطبيّة، ولم يعد هناك قطبًا واحدًا بمعنى التفرد الأمريكي بالقرارات الدوليّة.

ولفت فؤاد خلال حديثه لقناة الإخباريّة السورية، إلى أنّ “هذا التجمع أصبح له خطط عمل وبرامج وهيئات مشتركة، وازدادت أهميته نظرًا لأنّ الظروف الدوليّة تتطلب أن تتجمع هذه القوى التي تحاول الإمبرياليّة الأمريكيّة أن تقوم باعتداءات استراتيجيّة عليها، سواء كان ذلك على الاتحاد الرّوسي أو على جمهوريّة الصّين أو على من هو بدائرتهما على غرار إيران وكافة القوى التي تحارب الجرائم والانتهاكات الصهيونيّة والأمريكية”.

وتابع فؤاد: “نحن الآن في خندق المتغيّرات الدولية التي تقودها روسيا والصين، وأعتقد أنّه لنا مصلحة نحن كعرب وكمقاومة فلسطينيّة، أن نكون إلى جانب هذا المحور الذي سيخلق تغيّرًا نوعيًّا على صعيد التغيّرات الدوليّة وعلى صعيد إمكانيّة منع الولايات المتحدّة من تحقيق أهدافها من خلال الجرائم التي ترتكبها بحق دول وشعوب مظلومة ومضطهدة”.

وأردف بالقول: “تترجم الاتفاقات السياسية العسكرية بترجمات اقتصادية، فما جرى مع الاتحاد الرّوسي من قبل الولايات المتحدة والدول الغربيّة بشكل عام حصارًا لا مثيل له في التاريخ، حيث تواجه روسيا عقلية عدوانية في كل المسائل سواء كانت حياتيّة أو اقتصادية والدّعم أيضًا إلى أوكرانيا بتزويدها بإمكانات تسليحيّة، هذا يستدعي أن تتم المواجهة، خاصّة وأن الأمر لم يقف عند حدود الاعتداء على روسيا ودعم أوكرانيا فقط بل امتد إلى محاولة الاعتداء على الصّين وسيادتها عبر دعم تايوان، وأصبح لدى الصين وإيران والاتحاد الرّوسي مصلحة بأن يكون هناك مؤسّسة قائمة على أساس توفير الإمكانات العسكريّة والاقتصادية، لأنّه لا يمكن حمايتها بدون أن يكون هناك تنسيق عسكري أو جبهة موّحدة عسكريّة”.

وبيّن أنّ “هذه الإجراءات التي تقوم بها الصّين والإمكانات التي توفّرها إيران ممكن أن تؤدي إلى تغطية الحصار، والأرجح أنّ هذه الدّول قادرة على أن تحدّث استكمالًا داخليًا لمتطلبات اقتصادية لهذه الدّول، وأعتقد أن هناك ترجمات قريبة قد نراها على أرض الواقع وبدأ الحديث عنها فيما يتعلّق بالغاز والنفط، وهذه موضوعات هامّة جدّاً بالنّسبة للصين التي لديها إمكانات اقتصادية ضخمة لتوفر المتطلبات الاقتصاديّة الضرورية لحلفائها”.

واعتقد فؤاد، أنّ “هذا التجمع يسعى لوضع برامج وخطط عمل مستقبليّة على الصّعيد الاستراتيجي، ولا ينظر للأمور بمنظور آني، المؤسسات الدولية محكومة بقرارات الغرب والولايات المتحدة تتفرد بكل القرارات المتعلّقة بمصير الأمم فيما يتعلّق بهيئة الأمم ومجلس الأمن، وتضرب بعرض الحائط آراء وحقوق ووجهات نظر الآخرين بشكل رئيسي منذ أن سقط الاتحاد السوفييتي”.

وتابع بالقول: “نحن كوطنيين دائمًا نقول كان يجب أن تتم هذه التحالفات في وقتٍ سابق، وكان يجب أن يكون هناك جبهة جاهزة لمواجهة هذا المسار الذي قامت به الولايات المتحدة وأوروبا بشكلٍ خاص، ولا شك أنّ أوروبا ستدفع ثمن هذا الحصار على روسيا وثمن محاولات الاعتداء على الصّين”، مُرجحًا أنّ “هذه الشبكة ستتسع أكثر وربما سنسمع عن انضمام دول أخرى إلى هذه الجبهة مثل فنزويلا، كوبا، والعديد من الدول التي تعاني من حصار الولايات المتحدة”.

وأكَّد فؤاد، أنّ “أحد المؤشرات على تأثير هذه الفضاءات الاستراتيجية على حسم الصراعات في بؤر التوتر في الدول العربية ومنها فلسطين، أن القوى المعاديّة ل سوريا بدأت تتراجع وما نقل على لسان الأتراك بأنّ أردوغان لديه استعداد أن يلتقي الأسد، ممكن أن نجد نفسنا أمام تغيرات على الجبهة السورية”.

أما بالنسبة لانعكاس هذه التطورات على القضية الفلسطينية، قال فؤاد: “بمجرد أن يرفع قيد تفرّد الولايات المتحدة، نحن نجد نفسنا في واقع مختلف، لأن الكيان الصهيوني بدون دعم الولايات المتحدة لن يستطيع الوقوف بوجه الفلسطينيين ولا العرب، فنحن نواجه الولايات المتحدة بثقلها السياسي والعسكري، لذلك يجب أن نبحث نحن عن خياراتنا، ونحن كفلسطينيين يجب أن يكون خندقنا هو خندق حلفائنا والإعلان عن ذلك بعيدًا عن المراهنة على الولايات المتحدة ومسارات التسويّة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى