أحدث الأخبارتقاريررئيسية 1

طلبة فلسطينيون تحدوا المرض وحصدوا نجاحهم على أسرّة المستشفيات

عزيمة في وجه المعاناة

إذاعة صوت الشعب

لم تكن صعوبة جلسة امتحان الرياضيات في الثانوية العامة “التوجيهي” للعام الدراسي الحالي هذه المرة بالأرقام والحسابات بالنسبة لخمسة طلبة كانوا يؤدون امتحاناتهم، وهم يتلقون العلاج على أسرة مستشفى النجاح الوطني الجامعي بمدينة نابلس، بل بمفارقة أحدهم الحياة.

اللحظة الصعبة كانت عندما فارقت الطالبة روان جندية من قطاع غزة الحياة، وهي تتحضر لأداء امتحان الرياضيات، الأمر الذي انعكس على الطلبة المرضى، الذين تحدوا الأمراض، وأصروا على تقديم الامتحانات من بين الأجهزة الطبية.

أربعة طلاب بقوا ومنحتهم الحياة فرصة لتقديم امتحان الثانوية العامة، وهم: مرح الطويل من رام الله، التي حصلت على معدل 91.7 بالفرع العلمي، والتي تعاني من سرطان بالدم، وبسلمة زيتاوي من بلدة جماعين جنوب نابلس، حصلت على معدل 75.4 بالفرع الأدبي، وتعاني من مرض السرطان، وطاهر عامودي من مدينة نابلس الذي حصل على معدل 72 بالفرع الأدبي، ويعاني من فشل كلوي، وغرام ابو عيسى من نابلس، الحاصلة على معدل 70 بالفرع الادبي، والتي تعاني من تشمع بالكبد.

 وتروي الطالبة مرح الطويل، التي اكتشفت اصابتها بالسرطان قبل أسبوع من موعد الامتحانات الوزارية، وتقول “لم أبكِ على مرضي عند سماعي به، لكنني بكيت عندما علمت أنني قد لا أستطيع تقديم امتحانات الثانوية العامة، فهي حلم لدي منذ الصغر، وأصررت على تأدية الامتحانات، وانا في جلسات العلاج”.

وتضيف “في جلسة امتحان الأحياء جرى نقل دم لي بعد تعرضي لنقص حاد في وحدات الدم، وبعد ذلك اكملت جلسة الامتحان، واليوم انا احصد نتيجة تعبي رغم الظروف الصحية التي أمر بها”.

وتطمح الطويل بدراسة هندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت، فهي ترى أن أكبر تحدٍ للمرض بمواجهته والانتصار عليه.

ولا تنس الطالبة بسلمة زيتاوي ذلك اليوم الذي توفيت فيه زميلتها، فكانت من أصعب اللحظات عليها، ورغم تلك الظروف، إلا أنها أصرت على تكملة مشوار الامتحانات، وهي تتلقى العلاج الكيماوي الذي اعتادت عليه منذ ستة أشهر.

وتقول الطالبة زيتاوي “في احدى الجلسات، كنت أقدم الامتحان وجرعة علاج الكيماوي موصولة بيدي، وتعرضت لهبوط في الدم، ولم أستطع الكتابة وقتها”.

وتضيف “لولا الاصرار وحب الحياة ودعم الاهل والأطباء، لما حققنا هذا الحلم، فاليأس والاستسلام للأمراض يقتلان الانسان أكثر من المرض بحد ذاته”.

بدورها، تطمح الطالبة غرام أبو عيسى دراسة التمريض، لتكون عنصرا فاعلا وتقدم الخدمة والرعاية الصحية للمرضى.

 وتقول “رغم الارهاق والتعب الذي كنا نعيشه، الا اننا كنا جميعا مصرين على تكملة المشوار، ولا نعطي بالا لأوجاعنا، حتى منهم من كان يقدم الامتحانات والأجهزة موصولة بجسده”.

وتضيف “نحن نتحدى ونقوي أنفسنا بعد دعم الاهالي لنا، ونحب الحياة، لذلك نحاول ممارسة حياتنا بشكل طبيعي رغم الظروف الصحية”.

حالة هبوط الضغط التي تعرض لها الطالب طاهر العامودي خلال تأديته امتحان الانجليزي في الجلسة الثانية، كانت تشكل حالة خوف في الامتحان، وعدم تحقيق حلمه بشهادة الثانوية العامة.

يذكر أن الطلبة الأربعة المرضى كانوا يتقدمون للامتحانات، بحضور لجنة رقابة قبل وزارة التربية والتعليم، وبالتنسيق مع ادارة مستشفى النجاح، وتخصيص قاعة لهم، مع الأخذ بعين الاعتبار اعطائهم وقت للاستراحة وتناول طعامهم، وتدخل الأطباء في حال احتاج الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى