تقاريررئيسية

الشابة “أبو طير” مصممة أزياء بطرف واحد

بُتِرَ طرفها لا عزيمتها

إذاعة صوت الشعب

نادر جرغون

داخل معمل أسمته الفراشة للتصميم الأزياء تتحدى أسماء أبو طير البالغة من العمر 34 عاماً بساقها الوحيد الظروف الصعبة التي تواجهها منذ عدوان عام 2014، مؤمنةً بقدراتها رغم الألم المزمن.

أبو طير متخصصة في مجال تصميم وتفصيل الأزياء والملابس بمختلف أصنافها في غزة، متحديةً الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أهالي القطاع المحاصر منذ عام 2006.

فَقدت الفتاة الثلاثينية إحدى أطرفها بتاريخ 23/7/2014 بعد قصف طائرات الاحتلال منزلها في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس، ولخطورة حالتها الصحية مكثت على أثره داخل العناية المكثفة مدة خمسة أيام.

تقول أبو طير لمراسل إذاعة صوت الشعب إنها استطاعت الحصول على تحويلة طبية لتلقي العلاج في المملكةِ الأردنية الهاشمية ومكثت داخل المدينة الطبية مدة 11 شهر ثم عادت إلى غزة بعد ضعف طرأ على وظائف الكبد، لكن نتيجة لمنع الاحتلال سفرها لم تستطع العودة لاستكمال علاجها في الأردن.

وتضيف أسماء أنها أُجبرت على خوض عملية تركيب طرف صناعي في غزة، بسبب الانزلاق في القدم اليمنى، مشيرةً إلى أنها خضعت لعملية تثبيت كاحل القدم من خلال براغي بلاتين، خلال عام 2017 استطاعت بعدها تركيب الطرف الصناعي داخل إحدى مراكز الأطراف الصناعية في مدينة غزة رغم بعض الصعوبات التي لم تساعدها في ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

وعلى الرغم من صعوبة رحلة العلاج إلا أن أسماء التحقت بإحدى مراكز تأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة واختارت قسم تفصيل وتصميم الأزياء والذي خضعت فيه لتدريب مدته ستة أشهر، تعرفت من خلاله على أدوات الخياطة والحبكة وأنواع الماكينات والعديد من الأدوات التي تختص في مجالها.

وتمكنت فتاتنا المثابرة من افتتاح مشروعها الخاص قبل بداية الشهر الجاري، وذلك بمنحة بعد تميزها في هذه المهنة وعملها لمدة ثلاثة أشهر مع المركز الذي تلقت فيه الدورة.

وتقول إن هناك فارقًا كبيرًا على صعيد المهارة التي اكتسبتها حينما انضمت والمستوى الذي وصلت إليه الآن، إذ لم تكن تعلم أية تفاصيل متعلقة بالخياطة، فيما وصلت إلى مرحلة تستطيع تنفيذ أزياء بمفردها.

وناهيك عن ألم إصابتها الذي لم يفارقها للحظة إلا أنه تواجه أيضاً الكثير من المعيقات أبرزها الصعوبة في الحصول على بعض الأدوات لغلاء أسعارها.

وتطمح الشابة الفلسطينية لتطوير مشروعها الصغير ليصبح مصنع للأزياء، تستطيع من خلاله نقل الذوق الفلسطيني في مجال الملابس والأزياء، وتعزز الحضور الفلسطيني في كافة المجالات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى