حفار قبور في غزة معوله درجة ماجستير
إذاعة صوت الشعب
حصل شعبان على شهادة البكالوريوس من الجامعة نفسها وبتخصص اللغة العربية. وعلى الرغم من كونها جامعة حكومية ورسومها مقبولة بالمقارنة مع الجامعات الخاصة، يقول إنه كان يؤمنها بـ”شق النفس”. من جهة أخرى، يلفت إلى أنّه حصل على شهادة الدبلوم المتوسط في الهندسة الميكانيكية.
كان شعبان يعتقد أنه بمجرد حصوله على درجة الماجستير ستفتح أبواب الوظائف أمامه. وعلى الرغم من عدم قدرته على العمل في مجال تخصصه، إلا أنه يسعى لأن يكون إيجابياً، وقد أتاحت له دراسة الماجستير التعمق والإبحار في عالم اللغة العربية وإنجاز بحوث عدة، وتعزيز قدرته على النقد في ظل تراجع اللغة العربية في المؤسسات الرسمية، كما أكسبته قدرة أكبر على التحليل وتفسير كلمات اللغة العربية القديمة واللغة المحكية. هذه الإيجابية لا تنسيه واقعه الصعب، هو الذي يتقاضى نحو 20 شيقلاً (6 دولارات أميركية)، مقابل حفر القبر الواحد.
ويرى شعبان أن مهنة حفر القبور ليست سهلة وتحتاج إلى خبرة. يقضي نحو ثلاث ساعات متواصلة في حفر القبر الواحد ويصف المهنة بـ”الشاقة”، ويشير إلى أن كلفة بناء قبر في غزة هي 100 دولار أميركي، إلا أنه يحتاج إلى 90 دولاراً لتأمين المواد الخام للبناء، ليتبقى له القليل، يضيف: “التحقت بالعديد من الدورات في التدقيق اللغوي بعد انتهائي من الماجستير، وساعدت كثيرين في كتابة رسائل الماجستير، وأعمل كمتطوع في مركز ينابيع الثقافي لمساعدتهم في نشر الثقافة الفلسطينية واللغة العربية، من خلال التواصل مع الروائيين والكتاب لرفع مستوى الأدب”.
وعلى الرغم عن المأساة التي تحيط به، إلا أنه يُعِد نفسه ليكون أستاذاً جامعياً في يوم من الأيام، ويحاول الحصول على منحة لدراسة الدكتوراه. وتظهر آخر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني المتعلق ببطالة الخريجين في فلسطين، أن نسب البطالة لدى خريجي الجامعات من مختلف التخصصات بلغت 78 في المائة في غزة خلال عام 2020، في مقابل 35 في المائة في الضفة الغربية.