تقارير

أطفال غزة بين نيران الحرب وصدمة الواقع

إذاعة صوت الشعب – طاعة حرز

صدمات متتالية يتلقاها أطفال غزة , تؤثر بشكل مطلق على سلوكياتهم وتفقدهم الأمان لاسيما من كم الرعب الذي عاشوه أثناء الحرب الأخيرة على القطاع, فكان حصادها إصابات هلع بين صفوف الأطفال , جعلتهم ضمن سجلات المضطرين نفسياً.

وبعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، تعرض الأطفال إلى اضطرابات وصدمات نفسية، أدت لمضاعفات خطرة منها الخوف الهستيري وحالات الهلع والبكاء المستمر والخوف من حلول المساء.
وحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فقد يعيش في غزة مليون طفلاً ، وتشير أن ٢٥٠ ألف طفل من أطفال غزة يعانون من مشكلات نفسية، وهم بحاجة للمساعدة والدعم نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.

“خوف وهستيريا”
إسراء الجاجة أم لطفلان أكبرهم ستة أعوام ، وصفت شعور طفلها أثناء الحرب وما مر من أوقات صعبة، قالت:” كانت أوقات عصيبة جداً علينا، لم يكن بوسعي سوى احتضانهم وبث الطمأنينة في قلوبهم وأن الله حامي”.

وأضافت “أن للحرب أثر على طفليها فالخوف الشديد والهلع من أي مصدر صوت كان يسبب لهما أثراً نفسياً مستمراً، والبكاء لساعات طويلة، ولا يقبلون الانعزال عنها حتى بزوغ شمس اليوم الثاني”
والجدير بذكره أن عائلة الجاجة تعرضت إلى الإخلاء من المنزل لأكثر من مرة نتيجة الاستهدافات المجاورة لهم، ذلك ما أثر ضعفاً على حالة أطفال العائلة.

وفي ذات السياق تحدثنا مع الدكتور درداح الشاعر (مختص علم النفس بجامعة الأقصى) وقال: “أن الصدمة النفسية ماهي إلا حدث انفعالي شديد غير متوقع لا يستطيع الإنسان بدفاعاته وقدراته النفسية مواجهتها ، فيترك أثر مفاجئ على المستوى النفسي والجسمي والعقلي والاجتماعي” .
وأضاف: أن اعراض الصدمة النفسية على الطفل الخوف الشديد واضطرابات في الأكل والنوم والقلق ، واضطرابات على المستوى العقلي وعدم التركيز والانتباه، وعلى الصعيد الاجتماعي فإنه يميل للعزلة والانطوائية.

وأكد على أن، تجاهل هذه الصدمات لها خطورة على الطفل مستقلاً، فقد تلازمه أعراض عديدة منها: التبول اللاإرادي وضعف الذاكرة وسوء العلاقات الاجتماعية وقد تصل إلى الإصابات الجسمية مثل: اضطرابات في عملية الهضم.

إسلام الخالدي (٢٨عاما) أم لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، فقد روت أنه تم استهداف سيارة بجوار منزلهم على بغتة، فكان نتيجة هذا الاستهداف، أصيب طفلها بالخوف الشديد وحالة هلع استمرت معه لأكثر من ثلاث شهور حتى بعد انتهاء الحرب.

“دور الأسرة في تخفيف حالة أطفالهم”
وعن دورها في تخفيف وطأة الخوف لدى طفلها، فما كان من إسلام إلا احتضان طفلها وطمأنته ، وقالت :”أن طفلها ساءت حالته بعد انتهاء الحرب ، وخوفه الشديد من النوم لوحده وبكائه المستمر وشعوره أن الحرب ستعود بأي لحظة، واستمر على هذا الحال لفترة طويلة جداً.
وتضيف الأم، بأنها لم تتجه لأي مختص نفسي ، فقد حاولت بكافة الطرق إخراجه من حالته النفسية، من خلال تعزيز ثقته بنفسه، واستخدام كافة وسائل التسلية والترفيه، وبث روح المعنوية بداخله، وقراءة القرآن الكريم يومياً، إلى حين خروجه من وضعه النفسي الصعب.

ولايزال الاحتلال يمارس أعماله الوحشية ضد أطفال الشعب الفلسطيني ، ويذكر أن ستة وستين طفلاً قتلوا تحت القصف “الإسرائيلي ” على غزة خلال ١١ يوما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى