أحدث الأخباررئيسيةشؤون فلسطينية

خلال لقاءٍ خاص.. مزهر: الجبهة ما زالت تُمسك بالهدف الاستراتيجي حتى تحرير كامل التراب الوطني

إذاعة صوت الشعب

كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر أن الجبهة بصدد عقد مؤتمر وطني لها من أجل ضخ دماء جديدة، مؤكداً أنها بعد 54 عاماً من الكفاح والنضال والتي قدّمت خلالها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على طريق الحرية والعودة والاستقلال، كانت ولا زالت وستبقى إرادة حرّة وقرار حر لا تنكسر وتمضى قدمًا في الكفاح المسلح والمقاومة كخيارٍ استراتيجي في مواجهة هذا العدو.

ولفت مزهر خلال لقاءٍ خاص على قناة الميادين، إلى أنّ “فلسطين غير خاضعة للمساومة أو المقايضة وستظل من البحر إلى النهر حرّة عربيّة والجبهة ما زالت تُمسك بهذا الهدف الاستراتيجي بتحرير كامل التراب الوطني، والاحتلال يواصل عمليات الاعتقال والاستهداف يوميًا، ورغم كل ذلك ستبقى الجبهة شامخة وعصيّة على الكسر وستظل تناضل ممسكةً بالبندقية حتى رحيل الاحتلال الصهيوني، لافتاً أن الجبهة قّدمت أمينها العام الرفيق القائد أبو علي مصطفى شهيداً، والرفيق القائد أحمد سعدات أسيراً وعشرات القادة والمناضلين الشهداء وغيرهم ما زالوا يلاحقوا ويطاردوا ورغم حالة الاستهداف والمطاردة والملاحقة المستمرة للجبهة وكوادرها ستبقى أكثر صلابة وقوة في مواجهة محاولات الاستهداف والترويض والاخضاع، وأن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوّة”.

وشدّد مزهر على أنّ “الجبهة الشعبيّة لا يمكن أن تتغيّر أو تتبدّل رغم كل الأعاصير والهجمة الشرسة من قِبل العدو الصهيوني”، مُشيرًا إلى أنّ “المخاطر لا زالت تحدق بالقضية الوطنيّة الفلسطينيّة منذ مدريد وصولاً لاتفاقية أوسلو المدمّرة، ومرتكزات مشروع مواجهة حالة الاستسلام والخضوع والخنوع في ظل هذه الاتفاقيات البائسة يجب أن تكون من خلال التمسّك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينيّة بفلسطين كل فلسطين، والتمسك بحق العودة 194، وقد انطلقت الجبهة في العام 67 كأحد أشكال الرد على هزيمة حزيران وهزيمة الأنظمة العربيّة وكان ردّنا امتشاق البندقيّة وتبني خيار الكفاح المسلّح، ولذلك يجب التمسّك بخيار الوحدة الوطنيّة والتمسك بالثوابت وخيار بناء الوحدة الوطنية على أسّسٍ ديمقراطيّة وطنيّة في إطار إعادة بناء النظام السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينيّة البيت الجامع والممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وخلال حديثه، أكَّد مزهر على ضرورة “إعادة بناء المنظمة على أسّسٍ وطنيّة في إطار إستراتيجيّة وعلى قاعدة إلغاء قرارات أوسلو والتزاماتها الأمنيّة والسياسية والاقتصاديّة، وإذا تحقّق ذلك سيتشّكل سداً منيعاً في وجه مخططات التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينيّة”.
وحول ملف المصالحة الفلسطينيّة، قال مزهر أنّ الجبهة “ترحّب بكل الجهود التي تسعى لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة”، موضحًا أنّ “استعادة الوحدة وبناء الاستراتيجيّة الوطنيّة الموحّدة هي خطوة مهمّة وأساسية لمواجهة المشروع والتغوّل الصهيوني، والرد على ما يجري في القدس من عملية تهويد وأسرلة، والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، لذلك جهود مصر والجزائر وغيرها من الدول العربيّة خطوة مرحّب بها، ولكن إذا لم تتوفّر الإرادة الحقيقيّة والصادقة والحرّة والرغبة الحقيقية لطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ شعبنا فلا يمكن أن نتقدّم خطوة إلى الأمام”.

وشدد مزهر بأن الأصل والأساس أن يكون هناك إرادة حقيقية جدية من الحركة الوطنية وخاصة من فتح وحماس بشكل رئيسي، كي نتمكّن من بناء مدماك الوحدة المبنيّة على أساس التمسّك بالمقاومة والثوابت وإلغاء اتفاقيات أوسلو، لافتاً أنه إذا استمر كل طرف في التخندق في إطار رؤيته وحساباته الخاصّة المرتبطة في بعض الأحيان بحسابات وأجندات وتدخلات من هذا الطرف أو ذاك، فسنبقى نراوح في ذات المكان” والأساس أن نبني رؤية ووحدة موقف على قاعدة برنامج المقاومة، مُؤكدًا أنّ “مفتاح الحل في يد الرئيس أبو مازن، وبإمكانه أن يدعو الأمناء العامين بشكلٍ عاجل لإجراء مراجعة سياسيّة وحوار مبني على اعتبار أنّ صيغة الأمناء العامين أو الإطار القيادي المؤقّت باعتباره صيغة تشكّل المرجعيّة السياسيّة المؤقّتة للشعب الفلسطيني في إدارة الشؤون السياسيّة كمرحلةٍ انتقاليّة لمدة عام أو عامين، ويمكن الاتفاق على مجلس وطني توافقي أيضاً في إطار مرحلة انتقالية وصولاً إلى إجراء الانتخابات الشاملة لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها قلب النظام السياسي الفلسطيني، وأداة كفاح الشعب الفلسطيني.

وأردف مزهر قائلاً: “نقطة البداية هي الدعوة لهذا اللقاء العاجل، ولدينا الكثير من القضايا التي تم الاتفاق عليها في القاهرة وغيرها من الأماكن وفي مخرجات اجتماعات “بيروت – رام الله” لنبني عليها في إطار مرجعية سياسية وقيادة مؤقتة للشعب الفلسطيني، وبإعادة بناء منظمة التحرير وانتخابات شاملة وحكومة وحدة وطنيّة محرّرة من اتفاقيات أوسلو واشتراطات الرباعيّة”.

كما شدّد على ضرورة “تصعيد المقاومة بكافة أشكالها وفي القلب منها المقاومة الشعبيّة وهذا يتطلّب تشكيل قيادة وطنيّة موحّدة لإدارة المقاومة على غرار ما يجري في بلدة بيتا والشيخ جرّاح وغيرها من المواقع والمناطق التي سجلت نموذجاً مهماً في مواجهة العدو الصهيوني، وأولى الأولويات هي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيّة فنحن نتحدث عن الاطار القيادي المؤقت أو ما يُسمى لجنة تفعيل المنظمة باعتبارها المرجعية السياسية المؤقتة لشعبنا، وهذا الامر جرى الاتفاق في القاهرة واجتماع الأمناء العامين، فهذه الصيغة المحكمة والمتفق عليها والتي وافق عليها كل الفصائل بما فيه الرئيس وفتح، هي نقطة البداية لإعادة بناء المنظمة بما يضمن مشاركة كل القوى بالتوافق كمرحلةٍ انتقالية ومن ثم إجراء انتخابات للمنظمة في الداخل والخارج وهذا أمر ضروري ومهم، والنقطة الثانية هي الانتخابات الشاملة “الرئاسيّة، التشريعيّة، المجلس الوطني”، وثالثًا تشكيل القيادة الوطنيّة الموحّدة لإدارة المقاومة الشعبيّة في مواجهة تغوّل الاحتلال الذي يواصل عمليات القتل والتدمير، فنحن امام احتلال يتغول على حقوقنا ويواصل عمليات القتل والتدمير لذلك نحن بحاجة إلى مقاومة ترفع من كلفة هذا الاحتلال وتحوّل مشروعه إلى مشروعٍ خاسر”.

وبيّن مزهر أهميّة أن “نكون أمام استراتيجيّة وطنيّة وبرنامج سياسي يمثّل القواسم المشتركة لكل القوى السياسية الفلسطينيّة في القلب من هذا البرنامج إلغاء اتفاقيات أوسلو بكافة التزاماتها الأمنية والاقتصادية والسياسية بما فيها تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني، وهذه خارطة طريق يمكن إذا ما جرى تطبيقها أن نمضي قدمًا في إطار رفع القضية الفلسطينيّة إلى الأمام في مواجهة الغزو والمشروع الصهيوني”، موجهًا التحيّة “لكل أبطال شعبنا الذين ينفّذون هذه العمليات البطوليّة والنوعية بشكلٍ يومي، ونؤكّد أنّ شعبنا لا يمكن أن يصمت أمام هذا التغوّل الصهيوني”.

ورأى مزهر أنّ “هناك حالة من الغضب الشعبي أمام جرائم الاحتلال، وهذه بشائر وبداية انتفاضة شاملة على هذا العدو، لافتًا إلى أنّ “تصعيد الاشتباك مع العدو هو خط استراتيجي وصولاً إلى الانتفاضة الشعبيّة الشاملة ولنأخذ العبرة من انتفاضة شعبنا في العام 87 التي فجّرها شعبنا وقدّم آلاف التضحيات والتي حوّلت مشروع الاحتلال إلى مشروع خاسر وجعلته يلهث في كل المحافل للحصول على اتفاق مع الفلسطينيين، وللأسف الشديد قُطفت الثمار من خلال “أوسلو” التي أجهضت هذه الانتفاضة الشاملة، فمحاولات قطع الطريق على النضال والكفاح والمقاومة والانتفاضة من خلال توقيع “أوسلو” كان مدمراً وخطرًا كبيرًا على القضية، فلو تم توفير كل عوامل الصمود والتواصل للانتفاضة لحققت إنجازات مهمة على هذا الصعيد لكن للأسف جرى استغلال هذه الانتفاضة بهذه الطريقة.

وأكمل مزهر حول انتفاضة شعبنا: “هذه الانتفاضة التي تجري اليوم في الضفة والقدس تجاه العدو وممارساته العدوانية تبشّر بانتفاضة شاملة لن تكون بعيدة خاصّة في ظل حالة الغضب الشعبي والغليان المستمر، وشعبنا موحّد وقضيته موحّدة في غزّة والقدس والداخل والشتات، وفصائل المقاومة في معركة سيف القدس أكَّدت انتصارها للقدس ودفاعها عن المسجد الاقصى وأهلنا في الشيخ جرّاح الذين يتعرضون للتهجير، وفي ظل محاولات تدنيس المسجد الأقصى، حيث كان رد المقاومة حاسماً باعتبار أنّ لهذا الشعب درعٌ وسيف قادر على حماية شعبنا والمقدسات، والمقاومة حققت انجازات مهمّة ونوعيّة، وكان هناك التفاف وطني وشعبي من كل فئات الشعب الفلسطيني الذي عَبّر عن وحدته في كافة أماكن تواجده والتفافه حول المقاومة وأنّه ما زال ممسكًا بثوابته وحقوقه على عكس ما كان يعتقد الاحتلال، كما أن كل محاولات العدو الصهيوني بتغييب وتذويب الهوية الوطنية لشعبنا في الداخل المحتل عام 1948 باءت بالفشل وأثبت شعبنا هناك أنه موحد ولا زال ممسك بالقضية والثوابت والحقوق الوطنية ولا يساوم عليها بأي حال من الأحوال.

أمّا بشأن اتفاقيات “ابراهام” التطبيعية العربيّة مع الكيان الصهيوني، فأكَّد مزهر أنّها “خيانة للشعب الفلسطيني وقضيته وخيانة للشهداء والشعوب العربيّة التي تناصر القضية الفلسطينيّة وتعتبر هذا العدو هو الخطر الأكبر على الأمّة ولا يمكن أن يكون هناك فرصة للتصالح مع هذا العدو والصهيوني، وبالتالي هذه الاتفاقيات محاولة لتركيع واضعاف الأمّة العربيّة لخدمة المشروع “الأمريكي الصهيوني” في المنطقة، هذا المشروع خطر كبير لذلك رفعنا في الجبهة الشعبية في ذكرى الانطلاقة شعار “جبهة عربيّة موحّدة لمقاومة التطبيع ومحاولات التصفية”، لأنّ هذا الكيان غدّة سرطانيّة والشعوب العربيّة حرّة لا يمكن أن تقبل به”.

وتحدّث مزهر عن ذكرى انطلاقة الجبهة، إذ أكَّد على أنّ “الجبهة الشعبيّة تتجدّد وتُمسك بالثوابت الفلسطينيّة لا تُساوم عليها بأي حالٍ من الأحوال وتنحاز للفقراء والعمال والكادحين من أبناء شعبنا وتبقى إلى جانبهم من أجل توفير الحياة الكريمة، تجدد نفسها وذاتها باعتبار أن الانطلاقة محطّة تقييم تقف أمام إنجازاتها واخفاقاتها لتأخذ الدروس والعبر لتجديد الذات من أجل المستقبل”، كاشفًا أنّه “وفي إطار عملية التحضير والتجهيز للمستقبل سنكون أمام مؤتمر وطني للجبهة من أجل ضخ دماء جديدة في أركان ومفاصل وقيادة الجبهة حتى تبقى ممسكة بالثوابت والمقاومة وسنبقى أوفياء للشهداء ولتضحيات شعبنا وستواصل المسيرة والنضال بكل الوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلح والقتال العدو حتى طرده”.

وحيا مزهر خلال المقابلة شعبنا في الوطن والشتات وفي كل أصقاع الدنيا، الصامد في وجه المحاولات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، موجهاً أيضاً تحية فخر واعتزاز للأسرى الأبطال وفي المقدمة منهم للرفيق القائد الأمين العام أحمد سعدات وكل الأسيرات والأسرى الأبطال في سجون العدو الصهيوني، مؤكداً أن كل المحاولات الهادفة لتشويه نضالات الأسرى ستبوء بالفشل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى